الأربعاء، 4 أغسطس 2010

فن المرافعة: كيف تصبح مترافع جيد

فن المرافعة: كيف تصبح مترافع جيد

بقلم

أشرف محفوظ
المحامي بالاستئناف
والخبير القانوني
واستشاري الصياغة القانونية


ألف



المرافعة

يرى كثير من الناس أن المحامي الناجح يملك سحرا من نوع خاص يستطيع أن يسخره لأغراضه عند المرافعة فيستطيع أن يلغي وعي القاضي وإدراكه بحقائق الدعوى المطروحة ويجعله يفكر كما يريده أن يفكر ذلك الساحر.

بالطبع هناك أشياء كثيرة من هذه المقولة في غاية الأهمية بالنسبة للمحامي، ومن الواضح أنني أتكلم عن المحامي الناجح الذي يستطيع أن يطوع قدراته وملكاته الفكرية واللغوية والعصبية وقدراته الاتصالية أثناء المرافعة ليتمكن من الوصول إلى ما يريده ويسعى إليه.

فالعملية ليست سحرا ولا ساحر ولكنها عملية القدرة على فهم ديناميكية عملية المرافعة واستيعاب كافة العناصر والمجالات التي تؤثر فيها بصورة جيدة.

فهناك محامون ناجحون يمتلكون أجزاء من هذه المعرفة وهناك آخرون لا يملكون هذه المعرفة، وهذا هو الفارق المميز بين هذا وذاك، هو فارق في القدرات المعرفية والتي قد يطلق عليها الناس أحيانا مسمى "الخبرة"، أو "التجارب"، وهو في حقيقة الأمر فارق في استخدام القدرات البشرية في الاتصال وفهم الآخرين.

ومن يمتلك هذه المعرفة ينجح حتى وإن كان غير مدرك لهذه الحقيقة، ومن لا يمتلك هذه المعرفة يفشل بدون شك وإن نجح بالمصادفة أحيانا، فمعرفة هذه الحقيقة - أن النجاح مبني على المعرفة والعلم والجهد وسعي المحامي لامتلاك هذه المعرفة وهذا العلم وتأصيل هذه الأفكار والطرق والعمل على استخدامها - هو الذي يدفع المحامي إلى النجاح والتقدم في عمله وفي تحقيق النجاح.

والقول بوجود نماذج ناجحة في الماضي القريب أو البعيد تحققت وحققت نجاحات عدة في عالم المحاماة بدون معرفة وإلمام بتقنيات وديناميكيات المرافعة - وإن كان هذا الكلام حقيقي - فإنه قد تحقق مصادفة، كما أنه تحقق دون دراسة ودون تأصيل علمي، لذلك كانت هذه النجاحات محفوفة بالمخاطر والانتكاسات، لأنها كانت تعتمد على الخبرة أو الشهرة، دون الارتكاز على العلم والمعرفة اللذان هم الأبقى والأنجح بدون شك.









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرحب دائما بمناقشاتكم الجادة والمثمرة تحياتي أشرف محفوظ